قضية ورأي

دكتورة هبة جمال الدين تكتب: زاد وجيل زد

دكتورة هبة جمال الدين
دكتورة هبة جمال الدين

شاهدنا مؤخرًا سلسلة من الجرائم والافعال التي ارتكبها بعض من جيل زد (الذين ولدوا منذ تسعينيات القرن الماضي وبدايه الالفيه وما بعدها) . فمنهم من ارتكب جرائم تقشعر لها الابدان ، وأفعال من العري والفجور  يخجل منها العقل والضمير والوجدان. جعلتنا نشعر بالخوف علي جيل كامل ، وعلي مستقبل وطن يحتضن هذا الجيل . وكان هذا الاسي هو المتحكم بي حتي حضرت عرس سفراء زاد من الاطفال المبدعين ، وتوصلت لهذه النتائج:

ليس كل جيل زد فتيل ينتظر الاشتعال
ليس كل جيل زد غريب عن الشعب المصري 
لم تنجح المؤامره الخارجيه في تشويه الجيل القادم كله
محمد عادل واسلام محمد ليسوا سفراء جيل زد 
مازال الامل قائما والقلب المصري ينبض بالخير والهدي والصلاح

هذه هي الرساله التي سعدت بها واستقرت في ضميري وقلبي، حينما حضرت عرس ثقافي للاطفال والشباب صغير السن الذي نظمته مؤسسه زاد للابداع.

فقد شهدنا الطفولة المصرية النابضة متجسدة في ؛ باحث لا يتجاوز العاشره ، وشاعر فصيح رغم سن العاشره ، وفنانه تستخدم الفرشاه لرسم بسمه علي وجوهنا اقل من الثامنه ، وممثله لا تتجاوز السابعه ، والمبدع الذي يلقي الشعر الفصيح دون خطأ او خوف ولكن بثبات ورصانة منقطعه النظير وهو دون الثامنه.

وجميعهم اشتركوا في حب الوطن والخوف عليه ونقل آلامه واوجاعه وطرح العلاج بقلوب وعقول خضراء ناضره.

ناهيك عن مبادره "انقل احساسك" التي سمحت لنا بالوقوف علي مجتمع الشعراء من الشباب المصريين، فوجدنا من يجسد مأساه بائع المناديل الذي أصبح شخصيه أساسيه في حياتنا اليوميه ،وينقل الامه واوجاعه ورؤيته التي لا نتوقف عندها او نهتم بسماعها .


وهناك من تحدث عن الفن الهابط وآثاره المدمره على النشأ ، والمجتمع في أبيات بسيطه خفيفه الظل.
وكانت المفاجاة في شاعر من ذوي الهمم يجيد الشعر والإلقاء والوفاء في ذات الوقت ، جعل أعيننا تدمع من فرط حبه ووفائه لأمه التي من الواضح دورها في نضوج فكره ووعيه ،حتي حب الوطن وصفه بحضن الأم ،فما أعظم أم هذا البطل وما أعظم كل أم تؤدي دورها لبناء أجيال وطنيه خالصه .

وكان نبذ الصهيونيه وتمجيد القضيه الفلسطينيه حاضرا في طفله لا تتجاوز التاسعه ،فما زالت فلسطين نابضه في الضمير المصري الحر منذ نعومه أظافرنا. فلن نحيد عنها حتي مع الرياح العاصفة.

كل هذا مع وصلة من الفن والموسيقي والذوق والطرب الأصيل للموسيقار محمد عبد الوهاب بصوته وإلقائه ودمه، فكان حفيده الفنان محمد حبيب هو من متعنا بتلك الوجبه الموسيقيه الدسمه.

وكان المسرح حاضرا في فرقة فنية من الشباب يتحدثون عن آلام الحب ولوعته بإسقاطته المختلفه على الوطن والمجتمع.

 

هنا شعرت بضروره أن نقف احتراما لجيل زد ، فليسوا هم القتله أو السفاحين وهذا ما رصده أصغر باحث في مجال الطفوله بالرسائل الكامنه في برامج الكارتون والالعاب الالكترونية التي تستهدف تدميرهم وتشويه عقولهم وشخصياتهم، ولكن العقل المصري مازال واعيا لمًا يحاك في الخفاء مهما كان ثوبه وعباءته،
ولكي يشعر الطفل بما يقوم به كان لابد من تكريمه وتقديره ليشعر بمسؤوليه دوره كسفير بالمجتمع عليه واجب الاصلاح والفلاح وهذا ما قامت به أم المبدعين كما اسماها الأطفال استاذه هدي صلاح.

من هذا الحدث علينا أن نتوقف لتقييم ما تقوم به مؤسسات التنشئة الاجتماعية من انشطه منها ما قد يسهم وما قد يدمر شخصية أبنائنا، وعلينا تقييم مهرجانات الثقافه والفنون التي تنظم وما تبعثه من رسائل ومحاور اهتمام الفنانين والفنانات والاعلام وما يبثه من قيم للنشء.

مازال الأمل موجود والخير كامنافي نفوس الجيل القادم ولكن مؤسساتنا تحتاج إلي زاد لسفراء الإبداع.

 أ.د هبة جمال الدين - الأستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية